التعليم

“زايد” الفارس الذي احبه العرب …جريدة الاتحاد الدوليه

 

نتيجة بحث الصور عن صوره نادره للشيخ زايد

تحقيق/رفعت العمده

رحمه الله وطيب ثراه  الشيخ زايد الذي حظي  بمكانة خاصة في قلوب العرب جميعًا والمصريين على وجه التحديد، وبمجرد ذكر اسم “الشيخ زايد” أمام أحد منهم سرعان ما ستجده يترحم على فقيد الأمة العربية، ويحدثك عن المواقف المشرفة الجليلة لهذا القائد العربي الأصيل.
فهو بحق “حكيم العرب” في أمة فقدت القادة.. كان عروبيًا بمعنى الكلمة رجل فقده الزمان، حكيم بقراءة سطور الأيام وحروف التاريخ، استطاع أن يستشرف آفاق المستقبل بكل ثقة ووضوح، فسار بشعبه نحو الحضارة والتقدم الذي أذهل العالم، في أرض صحراء قاحلة، صارت خلال 40 عامًا وجهة سياحية رائدة في العالم، ونموذجًا اقتصاديًا وسياسيًا وشعبيًا يحتذى به، وينظر إليه كبارقة أمل تنتظر هذه المنطقة التي طالما عانت من شظف العيش، وطالما انتظرت رجلًا كـ “زايد الخيـــر”.
وبعد وفاته سار الأبناء على خطى أبيهم الشيخ زايد بن آل نهيان في استكمال مسيرة النهضة والتقدم في شتى المجالات بدولة الإمارات، الأمر الذي جعلها على صدارة الدول المتقدمة.
ولم يغفل الأبناء عن حب وعشق الأب لمصر فوقفوا بكل قوة إلى جانبها في حربها على الإرهاب، ولم يدخروا جهدا في دعم اقتصادها من خلال الاستثمارات التي تدفقت عقب ثورة 30 يونيو ليبعثوا برسالة للمصريين بأن الأبناء لم ينسوا يوما وصايا “الشيخ زايد” عن مصر وأهلها.
“العزم لقلوب الرجال طبيب..من لا صبر بالعسر ما ذاق يسرها.. وباب الفرج للصابرين قريب..”هذه الابيات للشاعر محمد الأحمد السديري، تطابقت مع واقع دولة الإمارات ما قبل 1971 حيث كانت كل إمارة على حدة فبعزم رجال أبطال،وصبر على بناء وطنهم فذاقوا ما بعد العسر يسر،وأصبحت الإمارات من اكثر الدول العربية قوة اقتصادية والأكثر انفتاحا على العالم.
في مثل هذه الايام، وفي ديسمبر 1971، استطاع المغفور له الشيخ زايد ان يصنع بداية فجر جديد للأمة العربية، لم ينحسر ضوءه ودفئه على الإمارات وشعبها، بل امتد ليشمل العالم العربي والإسلامي.
واستطاع بن سلطان آل نهيان العاشق للعروبة لم الشمل، حيث بدأ ببيته من الداخل فوحد الإمارات السبع (أبوظبي ودبي وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة والشارقة وعجمان) لتصبح دولة قوية فتيه صانعة لنهضة حديثة، ساعية إلى بسط الخير في كل مكان، ربما اليوم هو في عالم اخر ولكنه ظل وسيظل في قلوب العرب جميعاوليست الامارات فقط.
وفى 2 ديسمبر 1971 ارتفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة للمرة الأولى على سارية قصر الاتحاد بمنطقة الجميرا في دبي، ليعلن للعالم أجمع قيام الدولة الاتحادية التي جاءت ثمرة مبادرات امتدت على مدى أربع سنوات مضت، عندما تمخض اجتماع عرقوب السديرة بالقرب من السميح على طريق دبي أبوظبي في 18 فبراير سنة 1968 بين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمهما الله، كإعلان اتحاد يضم إمارتي أبوظبي ودبي كبداية لاتحاد أكبر وأشمل.. وفي 27 فبراير 1968 واستجابة لنداء حاكمي أبوظبي ودبي اجتمع حكام إمارات ساحل عمان العربية السبع (أبوظبي ودبي وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة والشارقة وعجمان)، وانضم إليهما حاكما قطر والبحرين، حيث جرى تدارس فكرة قيام اتحاد لجمع الشمل وتشكلت عدة لجان لاتخاذ القرارات كما شكل الحكام مجلسًا أعلى، ومجلسًا تنفيذيا وأمانة عامة.. وفي الدورة التي عقدت فيما بين 21 – 25 أكتوبر 1969، تم بالإجماع انتخاب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي رئيسا للاتحاد لمدة عامين، كما انتخب صاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي نائبًا للرئيس لنفس المدة.
وفي 18 يوليو سنة 1971 اجتمع حكام الإمارات السبع لإجراء مباحثات تستهدف إيجاد شكل متين للتعاون فيما بينهم، تحقيقًا لمعنى التكامل وبحثًا عن الأمن والاستقرار في هذا الجزء من العالم.
وتوصل حكام الإمارات إلى القرار التاريخي بالتوقيع على وثيقة قيام دولة اتحادية باسم (دولة الإمارات العربية المتحدة)، لتكون نواة لاتحاد شامل يضم بقية أفراد الأسرة من الإمارات الشقيقة التي لم تمكنها ظروفها من الانضمام إلى الاتحاد في ذلك الوقت، كرأس الخيمة التي لم تعلن انضمامها في ذلك اليوم إلى الاتحاد، ولذلك بدأ مشروع الاتحاد بست إمارات هي أبوظبي ودبي والفجيرة والشارقة وعجمان وأم القيوين، وصدر دستور مؤقت لتنظيم شئون الدولة.
وفي 2 ديسمبر سنة 1971 عقد حكام الإمارات الست اجتماعًا، وأعلنوا سريان مفعول الدستور المؤقت وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، التي انضمت إليها إمارة رأس الخيمة في 10 فبراير 1972، ليكتمل عقد اتحاد الدولة الفتية.
ورغم أن تاريخ تأسيس الإمارات العربية المتحدة يرجع إلى عام، 1971، إلا أن الإمارات لها تاريخ طويل يعود إلى آلاف السنين بفضل موقعها المتميز على طرق التجارة بين الجزيرة العربية والقارة الأسيوية، كما كانت جزءا من الدولة الأموية الإسلامية.
ولعب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان دورا كبيرا في تأسيس الدولة ففي عام 1946، حيث تم اختياره حاكما لمدينة العين.
وفي السادس من أغسطس 1966، أصبح الشيخ زايد حاكمًا لإمارة أبوظبي، وفي عام 1968 أعلنت بريطانيا عن نيتها الانسحاب من المنطقة، وفورًا سعى المغفور له الشيخ زايد لتوحيد الإمارات العربية التي ولدت في الثاني من ديسمبر 1971م، وفي عهده شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة تطورا سريعا في جميع ميادين الحياة.
لا توفيه الكلمات حقه، وتقف عاجزة عن إبراز دوره في نهضة دولته، وتقف الحروف حائرة بين السطور، عاجزة عن الإنشاء والإخبار.. فزايد تجاوز اللغات وتجاوز التاريخ، فهو الأغلى في تاريخ هذا الوطن الجديد، الذي سيبكيه تراب الصحراء التي صارت جنة بين يديه حتى يرث الله هذه الأرض ومن عليها.
شخصية متكاملة بامتياز تحيطها الأصالة العربية ومغروسة فيها النخوة الإسلامية، لم تشهد المنطقة ككل رجلًا أحبه الناس مثله. 
أنه الشيخ الراحل زايد بن خليفة.. لم يستحق أحد مثله أبدًا لقب الوالد، فهو الأب والأخ والصديق لكل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، فتح ذراعيه للجميع دون استثناء، فأجلّه الخصوم قبل الأشقاء، بل صار الخصوم أصدقاء… ولما رحل بكاه الجميع، فزايد هو الوحيد الذي أحبّه حتى خصومه. 
زايد هو الرجل الذي أشبع الرجولة معناها، فصار الملهم، والقدوة.. والذي لن ينسى التاريخ يومًا ما قدم، وما أعطى لهذا الوطن الذي عشقه بكل جوارحه، يتعامل مع ضيوفه بأخلاق الفرسان ولا يجيد إلا معاملة النبلاء. 
نتيجة بحث الصور عن صوره نادره للشيخ زايد
نتيجة بحث الصور عن صوره نادره للشيخ زايد
نتيجة بحث الصور عن صوره نادره للشيخ زايد
نتيجة بحث الصور عن صوره نادره للشيخ زايد
نتيجة بحث الصور عن صوره نادره للشيخ زايد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى