عاجل اهم الاخبارمال و أعمال

الطمع آفة من آفات البشر

الطمع آفة من آفات البشر

لاشئ يأتي هباءا بل كل شئ يأتي بقدر .. و المحاجر لم تعطي البسطاء منا لذكاء منهم بل لصفاء قلوب تحلت بالأخلاص.. و الآن الجبال عنا تخلت ربما لم تكن القلوب كما كانت..
و لم تعد القلوب علي بعضها البعض.. و قبل أن نتهم جهة ما او فردا ما .. علينا أن نكشف انفسنا امام أنفسنا لعلنا ندرك أخطاء الماضي.. فنتدارك الحاضر بآلياته.. الطمع آفة من آفات البشر.. يصيب من كان في قلبه مرض و لأننا أهل الرخام بشر بنو بشر أصاب أهلنا الطمع في شق التعبان إلا من رحم ربي.. سوق الرخام كان يسع الكل.. و للكل رزقه و ما إن زارنا الطمع تغيرت كل المعاني حتي الجبال حجبت عنا خيراتها.. فهذا صاحب محجر كان يأتي بالحجر إلي شق التعبان و يبيع لهذا و ذاك حتي إن ظهر الصيني سال لعاب الطمع فلايبيع اي بلوكات سليمة للنشيرة..
فقط يبيع البضاعة المرفوضة الذي به دمار او عروق عكسية او اي عيوب .. معللا ذلك و لماذا ابيع للناس و احرم نفسي من الرزق.. و هذا اخر نشير يبيع و يبيع و يكتسب من خيرات الله ما يغنيه فتنتفخ جيوبه ليفكر لماذا لا يشتري محجر او يفتح محجرا جديدا بدلا من الشراء من الناس فلا أكون تحت رحمة احد و أزيد من مكسبي.. يطلع المحجر و يرجع بخفي حنين و قد خسر ما جمع من قبل و فرغت جيوبه.. و هذا نشير يبيع طاولات و الدنيا ماشية.. فجاءة ما إن يجد مقاولة تصنيع يجري عليها ثم يتحول للتركيب ايضا و ما اكتسبه في البيع خسره في المقاولات..
و هذا صنايعي تركيب يأتي شق التعبان في زيارة للتسوق لشراء طاولات يعجبه الأمر فيشتري الطاولات لنفسه و يبيع لزبونه و هكذا الطمع يطمع فينا فيأسرنا.. و هذا أيضا مكتب شحن يلجأ إليه المصدرين ليرسلوا بضائعهم عن طريقه إلي عملائهم في الخارج و بمجرد معرفة عناوينهم و مكاتبهم في الخارج يطمع في التعاون معهم فالأمر بالنسبة له سهل يريدون منتج كذا او كذا و سهل تنفيذه و يصطدم فيما بعد بأن هناك انواع و درجات من الخامات لايعرفها الا المسئول عن التصدير.. و يعود فربما يخسر و ربما لايكرر التجربة و هاهو يسيء للمهنة بأكملها..
طبعا و مليون طبعا لا يفعل هذا الجميع و لكن ما يفعله البعض يلوث سمعة الجميع حتي الجبال تدير ظهرها لو ظهر الطمع بين الشركاء او حتي من عهدة بالجبال.. و كما يقول الكبار المحجر كاللبن لو أتعكر ما يصفاش تاني.. الشاهد اخواني ان ربنا سبحانه وتعالى اعطانا الرزق و وزع علينا إياه بحكمة و قدر.. و علي قدر تعبنا و عرقنا لنا رزق.. و صاحب المحجر له رزق..
و مثله من النشيرة او صاحب المصنع و صاحب مكتب الشحن..و العامل و الموظف كل واحد له دور في المنظومة و ايضا له رزق.. و الطمع غير الطموح فالطموح مشروع و لاغضاضة في التوسع في مجالك دون المساس بالاخرين.. أما ان يصبح صاحب المحجر صاحب مصنع و في نفس الوقت مصدر و صاحب شركة مقاولات و شركة شحن .. اي ان يطمع هذا في ذاك فهذا ما لا يرضي الله.. و يجب أن نكون مؤمنين بعطاء الله لنا و لغيرنا..
يرزق من يشاء بغير حساب.. أنا لأنصحكم فأنتم أعلم مني و لكن أذكركم ان للكون رب يدير الكون بعدل و حكمة.. اللهم أصلح أحوالنا و أحوال تجارتنا و صناعتنا و أصلح احوال البلاد و العباد و اصرف عنا شر البلاء و الغلاء ، مازال الأمل عالقا يشتاق من يحرره باليقين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى