مقالات واراء

أيمن العمدة : يكتب ” درجة ثالثة

أيمن العمدة : يكتب ”””’ درجة ثالثة
مرت عشرات السنين وأنا اسأل نفسي :
متى نخرج من ركن العالم الثالث إلى ساحة التقدم والازدهار ؟! لقد سمعت لأول مرة مصطلح العالم الثالث حين كنت فى المرحة الابتدائية،لقد أثار المصطلح فضولى،حتى انى سألت حينها معلمة المواد الاجتماعية ” رحمها الله ” عن معنى المصطلح ،لقد اعطتنى اجابات كانت مناسبة لعمرى وتفكيرى فى ذاك الوقت، لكنها تركت في القلب ألم وفى اللسان مرار،ثم قلت لنفسي لماذا نحن من دول العالم الثالث ؟
فحين صنف الديموغرافي الفرنسي ( الفريد سوفيه ) العالم إلى ثلاث فرق كان يستند فى تصنيفه على معطيات ونتائج سياسية وصناعية واقتصادية وعلمية وصحية،جئنا على اثرها فى المركز الثالث،لقد قام الفريد بنشر مقاله عن تقسيم دول العالم ” اول وثانى وثالث ” منذ سبعون عاماً تقريباً،حين كانت بلداننا عفية قوية،فماذا لو كانت الدراسة فى العام العشرين من القرن الحالى،،، يحزنني جداً أن تتحرك بعض الدول النامية المعروفة بدول العالم الثالث إلى الأمام نحو التقدم حتى تصل إلى مصاف دول العالم الأول بل وتنافسها فى الصحة والتعليم والاقتصاد،رغم أن معظم هذه الدول لم يتجاوز عمرها السبعين ربيعاً،! ونحن نتحرك بسرعة البرق حركة ميكانيكية واحدة إلى الخلف،حتى نصتدم بثراثنا العظيم وتاريخنا المشرف..فنبكى وننوح ونندب حظنا على ما فاتنا وما فرطنا فيه . أعلم أن التطور والتقدم مرهون بإرادة الحكومة والشعب لذا فأنا أقصد الإثنين معاً،لأن الشعوب التى تحرم من حرية السؤال والتعبير
يتعثر فيها التقدم والرقى،فأنا أدرك تماماً ان الإنسان بحد ذاته هو الاستثمار الناجح والأكثر ربحا،ولابد وان يدرك المسؤلين أن الثروة وحدها لا تكفى،فماذا تفعل الثروات دون عقل يفكر ويخطط و يد تعمل وتنفذ،ستكون مجرد أوهام ضخمة ترقد على قطار التقدم حتى تتفسخ عجلاته،وأقول للمواطنين وانا واحد منهم،لا تحدثونى عن التقدم والتنمية ونحن مشغولون بالحقد والكراهية والتربص،فلا يجوز لأمة خمس سكانها تقريباً يعانون من التخمة وباقى سكانها يعانون من الجوع أن ترفع شعار التقدم قبل أن تقيم فضيلة التكافل،كفانا هراء فمعظم أهل الخبرة والمسؤلية لايفعلون شئ سوي تقيؤ الشعارات على مناضد المؤتمرات وصفحات الجرائد وشاشات التلفاز لا يفعلون شئ للمستقبل سوي مزيج من الكلمات الرنانة والتمنى،وكيف نتغير ونحن نعيش عالة على البشر لا نتقن شئ سوى الاحتفال بأعياد الميلاد
وذكرى الانتصارات رغم أننا أكثر شعوب الارض موتاً وهزائم ،!! هل تعلم يا صديقي أن دولة قطر وصلت للمرتبة الأولى عربياً والرابعة عالمياً في جودة التعليم،! هل تعلم أن هناك جزر ما وراء البحار فى شمال المحيط الأطلسي تسمى ” جزر برمودا ” ترتيبها الخامس على مستوى العالم من ناحية الدخل القومى ،! وأزيدك من البيت شعراً حين أقول لك : أن سنغافورة الأولى على العالم فى جودة التعليم ورابع مركز مالى فى العالم حصلت على حكمها الذاتى عام 1959ميلادية وان رئيس دولتها بكى ذات يوم لعدم وجود مياه للشرب ” نعم ” لقد صارت الآن نمبر وان ،!!! وقبل أن أترك قلمى وأُغادر .. سأغتال بنات أفكارك بسيف الفشلة ؟! وأهرب بك للماضي كعادة ابناء العالم المنكوب سأجعلك تشاهد تلك اللافتة الحجرية الكبيرة مكتوب عليها ” مدرسة ومكتبة بر عنخ ” وترجمتها بيت الحياة أنها اول مدرسة فى تاريخ الإنسانية وكانت فى مصر ،،، #وفى النهاية أتوقع ان الديموغرافي ألفريد سوفيه ما كان يتوقع أبداً أن نحافظ موقعنا فى تصنيفه وكأنه إرث أجدادنا الحلال،ما كان يظن أبداً أننا سنظل على العهد 👈 سبعون عاماً درجة ثالثة ،!!!!! _
أيمن_العمدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى