حوادث
معجزة الهية تحير الأطباء .. محمد يعود إلي الحياة بعد الموت

عودة النور إلى عيون الطفل بعد إصابته بدمور في قاع العين.. والجسد يتحرك بعد أن أسكنه الشلل التام
والد الطفل: مازلنا نعيش في كابوس بسبب مداهمة نفس الأعراض لابنى الأصغر وأحتاج إلى دعم الأطباء
يبدو أننا مازلنا في زمن المعجزات، فما حدث مع هذا الصغير، تشيب له الأبدان، وتتهاوى تحته كافة التقارير الطبية التى تؤكد استحالة الحياة بعد الموت، لكن رغم ذلك ما زال الوالدان يعيشان في كبد، فالمصاب هو فلذة الكبد، واغلى من قرة العين، واثمن من كنوز الدنيا وما عليها.
إن كان المال والبنون هما زينة الحياة الدنيا، فإن المال قد ذهب – لكن لا يهم- اما البنون فأصبحا فى تعداد الموت تارة، او البقاء ما بين قوسين (حياة بلا حياة)، او حياة ممزوجة بالألم والشقاء والصراخ، امتد من الرضيع الى قلب الام، وقرة عين الاب، وما بينهما حياة تعيسة، شاقة، قاسية، مزقت قلوب المتابعين، وحيرت عقول الاطباء، ونسفت بلا أى جدال كافة المعادلات الطبية.
بطل الحكاية ملاك لم يتعد من العمر الثلاث سنوات، لكن فى حياته القصيرة الكثير من التفاصيل الغريبة والمدهشة، أما المثير هو حيرة الاطباء من امره، والخطير أن رغم نجاته من الهلاك على الاقل خلال هذه الفترة، إلا أن والديه يموتان فى اللحظة الواحدة ألف مرة.
فما هى الحكاية، وهل يستطيع احد من الاطباء حل شفرات اللغز؟، وهل يتدخل اهل الخير للمساعدة؟، ربما لكن بعد أن نتعرف سويًا على تفاصيل المعجزة.
هل رأيت انسانًا وهو يحكى ويتحاكى عن فلذة كبده، عندما يتفاخر بما حققه لضمان مستقبل ابنه، او نجاحه فى تثبيت أقدام طفله نحو الحياة، والعكس تمامًا، هل رأيت الاب والام وهما يرويان ذكريات الابن أو طفلهما الفقيد، بالتأكيد شتان الفارق بين هذا وذاك، لكن فى الحالتين لن تكون الحكاية اقسى من اب وام رأيا بأعينهما فلذات اكبادهما وهما يموتان امامهما آلاف المرات، هكذا بدأ والد الطفل محمد حديثه.
حلم وكابوس
يبدأ الاب كلامه قائلاً، كانت حياتنا طبيعية للغاية، وبالتأكيد كانت هناك ايام فارقة فى حياتى كأي اإسان، كان منها عندما تزوجت من الانسانة التى اختارها العقل والقلب، هى ليست قريبتى او من عائلتى ، عن طريق الصدفة تعرفت عليها، وكانت ومازالت نعم الزوجة والام.
يومان اخران توجا ذلك الزواج السعيد، أولهما عندما أنجبت زوجتى طفلي محمد، والذى يبلغ الآن ثلاث سنوات من العمر، واليوم التانى عندما انجبت طفلى احمد وهو اكمل عامه الاول خلال تلك الايام.
وكأى احب نسيت حياتى الشخصية تمامًا، حلمى اصبح كله تجاه اسرتى الصغيرة السعيدة، كنت اجتهد فى عملى كمدرس فى نفس القرية التى اعيش فيها بضواحى الجيزة، وزوجتى تراعي اطفالنا بكل جهد وإخلاص، ولاننى لا اسعى الى المال فحسب، وانما اسعى للزكاة حتى ولو لم امتلك المال، فكنت افتح منزلى لمساعدة أبناء اهل قريتي، من اجل اعطائهم الدروس، بلا مقابل، او على الاقل بمقابل زهيد لا يساوي ثمن حصة واحد امام ترم كامل من اعوام السنة الدراسية، الاهم عندى هو ألا أبخل بعملى، أن اساعد غيري طالما كنت قادرا، وربما لهذا السبب كانت هناك بعض المفارقات، اولها عندما اصيب اطفالى بأعراض غريبة عجز الاطباء عن تشخيصها ثم عودتهم للحياة لكن حياة يغلفها الالم والصراخ.
ويتابع الوالد المكلوم كلامه قائلاً، حياتى العادية تحولت الى كابوس منذ حوالى عام، عندما اصيب ابنى الاكبر محمد بارتفاع فى درجة الحرارة، ظننا انه اصيب بالانفلونزا او البرد، ورغم ذلك لم اتوان فى عرضه على الطبيب فورًا، وهناك قام الطبيب بتشخيص حالته بأنه لم يصبه أي مكروه، واشتريت بعض المضادات الحيوية وادوية البرد العادية، لكن بعد ذلك تدهورت حالة ابنى ليصاب بتشنجات غريبة، لنهرع به على الفور إلى مستشفى تبارك، وهناك قام الاطباء بإعطائه حقنه ساهمت فى إيقاف تلك التشنجات، وليعود إلى الحياة طبيعيًا بعد ذلك، بعد أن اكد الاطباء ان ما وقع حادث عرضى لن يتكرر.
يتنهد الاب المكلوم ويكمل قائلاً، رغم ما قاله الاطباء، قررت أن اذهب إلى اساتذة المخ والاعصاب، فليس هناك اغلى من فلذة الكبد وقرة العين، وحينها قام الاطباء بإخضاعه تحت الاشاعات والمحاليل، واكدوا أن حالته طبيعية تمامًا، وكانوا بالفعل صادقين خاصة وان حالته وشكله العام طبيعى وتصرفاته لا يبدو عليها اى غرابة.
لكن بعد شهر واحد عادت اليه التشنجات من جديد، لأقرر الانطلاق به إلى مستشفى ابو الريش، وهناك قرر الاطباء ان يكون تحت الملاحظة الطبية فى العناية المركزة لثلاثة ايام، ثم نصحونا بالذهاب الى مستشفى الحميات لان درجة حرارته قد ارتفعت، وتم حجزه فى الحميات عشرة ايام كاملين ونحن لا نعرف سبب التشنجات ولا سبب ارتفاع درجة الحرارة، وبعدها قام الطبيب بطمأنتنا وأعطانا بعض الادوية واكد أن حالته عادية وسرعان ما سيعود الى خالته الطبيعية، لكن مع الاسف تدهورت حالة ابنى ليقوم “بترجيع” الادوية او أى اطعمة او شراب يتناولها عن طريق الفم.
دمور
يسكت الاب المكلوم ليلتقط انفاسه ثم يعاود قائلاً، ذهبنا بعدها إلى معهد الجهاز العصبى فى امبابة، بعد ان اصيب ابني بغيبوبه نتيجة عدم استيعاب جسده لأى ادوية، وتم حجزه الى صباح اليوم التالى، ثم ذهبنا به إلى مستشفى ابو الريش ليتم حجزه حوالى شهرين لإصابته الدائمة بالتشنج.
وكانت المفاجأة من الاطباء عندما اكدوا لى أن ابنى قد اصيب بالشلل التام، كما انه اصيب بدمور فى قاع العين، بمعنى انه سيبقى جسده لا يتحرك نهائيا، وفقد النظر الى الابد، ويستحيل ان يعود نظره،والكارثة ان هناك من همس فى اذنى بأن شهورًا وربما اسابيع وافقد ابنى الميئوس من حالته.
وهنا كانت الطامة الكبرى، فلك أن تتخيل ان هناك من يخبر ابا واما أن ابنهما اصبح فى تعداد الموتى، طبعا خلال هذه الفترة كنت قد تركت عملى، حتى ان الديون حاصرتنى من كل جانب، لدرجة اننى قررت ان اعمل كسائق على سيارة، قام ضابط بسحب الرخص بعدما عجزت عن دفع ثمن تجديدها، ولم يبال بحكايتى، ولم ابال انا إلا بمصير ابنى الذى اصبح محتومًا، لكن ضيق الرزق ووقف الحال لم اعبىء به، المهم أن اسعى جاهدًا من أجل إنقاذ ابنى حتى ولو كان الامل مفقود تمامًا.
معجزة
كان الوضع مأسويًا، والحياة قاسية، فابنى لا يرى ولا يتحرك، ويتغذى جسده عن طريق الانابيب الواصلة من فمه إلى بطنه، وان خروجها فى اية لحظة يعنى انه سوف يفارق الحياة لان جسده لم يجد ما يتغذى عليه، لكن كانت رحمة ومعجزة الله اقوى من اى شيء، فبعد اسبوع تقريبًا فوجئت ان طفلى ينزع الانبوب ويخرج من جسده، استشرت زوجتى أن تطعمه عصير فشرب، زبادى فبدأ يتناوله، ومع الوقت بدأنا نعطيه طعاما عاديا فبدأ يأكل، وبعد ذلك وقعت الكثير من المعجزات التى لم اتخيلها والتى ادهشت الاطباء، خاصة بعد ان بدأ جسد ابنى يتحرك، ثم يزحف على الارض، ويحاول الوقوف، ثم يقف ويمشى، ثم بدأ يرى من حوله تدريجيًا، رغم أن الاشاعات اثبتت قطعيًا انه اصيب بالعمى التام لإصابته بدمور فى قاع العين.
وما يدهشنى ان كافة الاطباء عجزوا عن تشخيص حالة ابنى، خاصة وأن المرض مازال يداهم جسده، ومازالت التشنجات تصيبه بين الحين والآخر، ويتنفض جسده وكأنه مكهرب، وتداخله عينيه بشكل يخيف، ثم يهدأ من تلقاء نفسه ويعاود الحياة الطبيعية.
الآن انا فقدت كل ما املك من مال الدنيا، حتى وظيفتى خسرتها، وعملى فقدته، والديون تراكمت، ولا اعبىء بكل هذا ولا اريد إلا ان يساعدنى الاطباء فى علاج ابنى، أو أن يتدخل الدكتور الرحيم احمد عماد، وزير الصحة من اجل متابعة حالة ابنى وعلاجه على نفقة الدولة.
لكن هل توقفت المفاجآت، للأسف لم تتوقف ليزداد الغموض غموضا، بعد أن اصيب ابنه الآخر الذى لم يكمل عامه الاول بارتفاع فى درجة الحرارة وتشنجات، ربما تكون بداية لنفس الرحلة التى خاضها الاب مع طفله الاول محمد، او يكون ما وقع حادث عرضى سوف يتوقف مع العلاج والوقت.
والسؤال الآن.. هل تدخل احدى المستشفيات او طبيب من اجل تشخيص حالة الطفلين، او يتدخل وزير الصحة من اجل متابعة حالتهما، او يتكفل احد فاعلى الخير من اجل المساعدة على متابعة تكاليف التحاليل والاشاعات التى يطلبها الاطباء بين الحين والآخر، والتى انهكت الاب والام وجعلتهما مكتوفى الايدى عن مساعدة فلذة كبدهما وقرة عينهما.
ربما بعد هذه السطور تتدخل الدولة لعلاج ابنائها من تلك الامراض اللعينة الخبيثة التى حيرت الاطباء طبقاً للتقارير الطبية والاشاعات والتحاليل، او يتدخل واحد من اهل الخير فى تضميد