شريف إسماعيل يكتب لصحيفة أمريكية: نلح على انخراط واشنطن فى المنطقة

رئيس الوزراء فى مقال نشرته «ذا هيل»: الشراكة بين القاهرة وواشنطن ضرورية من أجل منطقة أكثر رخاء وأمنًا
قال رئيس الوزراء شريف إسماعيل: إن الإدارة الأمريكية الجديدة تتيح فرصة لحلفائها حول العالم للتعلم من الماضى وإيجاد طرق جديدة لعالم أكثر أمنا وازدهارا.
وأضاف إسماعيل فى مقال للرأى نشرته صحيفة (ذا هيل) الأمريكية أن «مصر ودولا معتدلة أخرى فى العالم العربى تطلب بإلحاح انخراط الإدارة الأمريكية الجديدة فى منطقتنا من أجل بناء اقتصادات ومجتمعات أقوى وأكثر مرونة، وأن تتصدى لتمدد رقعة التطرف والإرهاب والعنف الذى جلب الكثير من المعاناة للإنسانية».
وأشار إسماعيل إلى أن هذا الطلب وجهه الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى البيت الأبيض خلال اجتماعه مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب.
ولفت إسماعيل إلى أن «تراجع القيادة الأمريكية فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى السنوات الأخيرة قد تزامن مع صعود نجم تنظيم (داعش) الإرهابى واشتعال الصراعات فى كل من ليبيا واليمن والسودان والصومال، وقد دعا ترامب إلى استراتيجية جديدة لهزيمة داعش، ونحن نشاطره هذه الرؤية وضرورة القيام بذلك».
ونبه إسماعيل إلى أن «الفوز فى ساحة المعركة لن يكون كافيا؛ إذ يتعين علينا أيضا البدء فى إعادة تأهيل الملايين من الناس الذين تأثروا بالإرهاب والفوضى، وكذلك تعزيز مؤسسات الحكومة والاقتصادات والمجتمعات التى يمكن أن تخدمهم».
ورأى إسماعيل إلى أن الاستراتيجية الشاملة للتصدى للإرهاب وتعزيز السلام والرخاء فى العالم العربى ترتكز على أربعة عناصر مستقلة ولكنها مرتبطة ببعضها البعض، وكلها تتطلب من أمريكا العمل مع مصر ودول عربية أخرى معتدلة فى المنطقة.
«أول تلك العناصر، بحسب إسماعيل، هو دعم جهود مكافحة الإرهاب فى دول عربية معتدلة تئن تحت حصار من قبل متطرفين داخل حدودها؛ ويتطلب ذلك مزيجا مناسبا من معدات وتبادل للمعلومات الاستخباراتية ودعم لوجستى، وقد انخرطت مصر فى هذا الصراع لسنوات عديدة بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن آخرين.. وإضافة إلى ذلك يتعين التنسيق بشكل مناسب بين الاستراتيجيات والتكتيكات وتبادل المسئوليات عبر حوار أكثر قوة بين واشنطن وقادة فى المنطقة ــ ويبدأ ذلك بوضع الولايات المتحدة للشرق الأوسط بين أولويات سياستها الخارجية».
«ثانى العناصر يتمثل فى تجفيف منابع التمويل ومصادر الأسلحة للتنظيمات الإرهابية؛ ويتحقق ذلك أيضا عبر مسئولية مشتركة بين الولايات المتحدة والمجتمع الدولى والدول العربية المعتدلة وذلك لإضعاف قدرة التنظيمات الإرهابية على ممارسة العنف والحد من قدرتها على اجتذاب عناصر جدد».
«ثالث العناصر، بحسب إسماعيل، يتمثل فى توسيع قاعدة التبادل التجارى والاستثمارى والتقنى، وذلك لدعم اقتصادات العالم العربى وتمكينه من تأمين مستوى معيشى يحفظ المواطنين من الوقوع فى شرك الأفكار المتطرفة؛ فالشباب الصغير السن يمثل نسبة كبرى فى العديد من بلدان المنطقة، وعليه فإن توفير فرص عمل لهؤلاء الشباب يعتبر بمثابة استثمار مناسب لمستقبلنا الجماعى».
«رابع العناصر يتمثل فى تبنى عملية تجديد حقيقى للخطاب الدينى؛ فيتعين على الدول العربية المعتدلة أن تقود جهدا لنشر ثقافة السلام على حساب خطاب الكراهية وأن تدعم التعايش بين جميع البشر؛ ونحن فى مصر نرحب بزيارة قداسة البابا فرانسيس للقاهرة الشهر المقبل، والتى تعتبر فرصة لمزيد من التعزيز للعلاقات بين المسيحيين والمسلمين».
وعلى صعيد عملية السلام، قال إسماعيل: إنه «بينما التركيز اليوم منصبا على إلحاق الهزيمة بالإرهاب وداعش، إلا أننا يجب أن نقتحم من جديد ساحة الصراع الأطول فى منطقتنا ــ بين إسرائيل والعالم العربى؛ إن مصر والولايات المتحدة يمكنهما العمل معا لحث كل من الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية على بدء جولة جديدة من المفاوضات الجادة لإيجاد حل يكفل لشعبيهما التعايش معا جنبا إلى جنب فى أمان».
وأضاف إسماعيل فى ذات السياق أنه «إذا ما انطلقت مفاوضات فإن العالم العربى المعتدل يتعين عليه أن يدعم هذا الجهد حيثما أمكن وأن يساعد فى تجاوز العقبات على صعيد أى تفاوض، وتتمتع مصر بمصداقية فى هذا الصدد نتيجة أكثر من ثلاثة عقود من السلام مع دولة إسرائيل والاعتراف الدبلوماسى بها».
وأكد المهندس شريف إسماعيل أن «محورية مصر فى العالم العربى وعلاقاتها الممتدة مع الولايات المتحدة تتيح فرصة لتعزيز مصالحنا المشتركة فى تحقيق السلام والأمن الإقليميين؛ وهو طريق لن يكون ممهدا دائما وستكتنفه حتما عقبات ونكسات لاسيما فى ظل تحديات أمنية بالغة التعقيد لكن التقدم على هذا الطريق يبقى ممكنا؛ والحكومة المصرية مستعدة للاضطلاع بدور دبلوماسى أكثر فاعلية».
واختتم شريف إسماعيل بالقول: إن «مصر تتطلع إلى أن تجد فى إدارة ترامب شريكا مستعدا للاستثمار معنا فى منطقة أكثر رخاء وأمنا».