حوادث

بالصور.. خالة الطفلة “قتيلة الفراش” تزعم: “والدها قدمها قربانًا للجن عشان يطلع آثار”

بعد أن أبعدتها خلافاتها مع زوجها عن بناتها الثلاث منذ 3 سنوات، تمر أيام الأم في بيت والدها رتيبة مملة تتحرق شوقا لرؤية بناتها في كل لحظة، يروي حنينها من آن لآخر دقائق معدودات “تسرقها” إحدي بناتها عندما تزورها خلسة بدون علم الأب، وبرغم تحملها للمعاناة التي تعيش فيها، جاءتها فاجعة كبرى بموت كبري بناتها بمنزل والدها، والغريب – كما قيل لها- إنها ماتت وهي نائمة في فراشها!
“بنتي ما ماتتش دي كانت عندي من يومين وكانت زي الفل”، هكذا رددت الأم بعد علمها بالخبر، وبإصرار عجيب، بدت ملامحها ثابتة كأنها لم يستوعب ما قيل له، أو كأنها مبرمجة علي قول تلك الجملة، لكن وبالرغم من غرابة رد فعل الأم إلا أن تفاصيل الوفاة والأحداث التي جرت بالتوازي معها، حملت في تفاصيلها الكثير من الغموض، والكثير من الأسئلة.

التقت “بوابة الأهرام” المحامية فاطمة أبو طماعة، خالة الطفلة مني يحيي عبد الله، 14 سنة، التي لقيت مصرعها داخل منزل والدها بمركز الصف، لتتحدث عن التفاصيل الغامضة والمريبة في مقتل ابنة شقيقتها، تقول “فاطمة”: “تركت شقيقتي منزل زوجيتها منذ 3 سنوات تقريبًا، بعد تعدد خلافاتها مع زوجها، لكنهما لم ينفصلا بصفة رسمية، وانتقلت اختي للعيش بمنزل والدي فيما ظل زوجها في شقته، وبصحبته بناتهم الثلاث، مني 14 عامًا، وميادة 13 عامًا، والصغيرة مها 4 أعوام”.

تصف “فاطمة” طبيعة العلاقة بين شقيقتها وبناتها قائلة، “حاول الأب كثيرًا أن يقطع علاقة الأم ببناتها الثلاثة لكنه فشل في ذلك تمامًا، فكانت البنات تبحث عن أي فرصة ويهربن إلي والدتهن، ومن ثم يعودون إلي منزلهن مرة أخري، حتي إن مني المجني عليها كانت قبل مقتلها بيومين عند والدتها، وطلبت منها الأخيرة أن تظل معها لتناول وجبة الغذاء لكنها رفضت، لأنها صائمة، وتابعت أنها يجب عليها الذهاب قبل أن يعلم والدها أو عمها أحمد ورددت “لو عرفوا إني جيت هنا هيموتوني من الضرب”.

أما ظروف معيشة البنات الثلاث مع والدهم فتقول عنها خالتهم “كن يعشن في منزل زوجية والدتهن مع جدتهن لوالدهن وعمهن، وزوجة أبيهن التي كانت تغادر الشقة في بعض الأوقات لأنها تملك شقة أخري كانت تبيت فيها أحيانًا، وطبقا لما يحكونه لوالدتهن ولنا كن يتعرضن للضرب المبرح في الكثير من الأوقات علي يد والدهن وعمهن أحمد، وعلي الرغم من حصول الأم علي حكم بحضانة الطفلة الصغيرة مها إلا أن الأب رفض تنفيذه”.

“تفاصيل كتيرة جعلتنا نشك أن يحيي قتل بنته وقدمها قربانًا عشان يطلع آثار”، هكذا بدأت فاطمة في سرد تفاصيل مقتل ابنة شقيقتها، وتابعت “قبل مقتل مني بـ20 يومًا، سمعنا من جيرانا إن يحيي وأخوه يبحثان عن آثار وقاما بالحفر في البيت، ولما سألنا مني رحمها الله، ارتبكت وقالت معرفش وأنا لازم أروح”.

وعن يوم الوفاة تقول خالة القتيلة “يوم الوفاة كان غريبًا للغاية، سمعنا عن موت الطفلة من الجيران، وبعدها تحدث مفتش الصحة إلي والدى، وطلب منه أن يحضر أم مني لتوقع علي أن الوفاة كانت طبيعية.. وهو ما أثار الشكوك أنه من المفترض أن الأب هو الذي يفعل ذلك، فرد عليه والدي قائلا “البنت مش عايشة معانا وما نعرفش إذا كانت الوفاة طبيعية ولا لأ”.

وتابعت فاطمة أبو طماعة أن كل الأحداث بالإضافة لأقوال الجيران تؤكد أن مني قتلت علي يد والدها، وارتكب جريمته ليقدم ابنته كقربان للجن حارس المقبرة لفتحها واستخراج الآثار التي يبحث عنها، بناءً علي تعليمات الدجالين والمشعوذين، وفي مركز الصف تلك التصرفات موجودة ومعروفة ومتكررة، وهناك بعض الجيران أكدوا علمهم بتفاصيل الواقعة، لكن نظرًا لطبيعة العلاقات بين الناس في القرية لن يستطيعوا أن يشهدوا بذلك أمام المحكمة.

وتنهي خالة الطفلة مني حديثها قائلة: “أنا مش عارفة أنام من يوم الوفاة، بعدما رأيت جثة مني، عينها مفتوحة ومسودة، وفي ورم تحت عينيها وفي دماغها ودم نازل من الأنف والفم، وآثار خنق علي رقبتها، وزرقة في قدميها.. المشهد كان مرعبًا فعلًا”.

وعن التحقيقات في القضية يقول محمد حنفي، المحامي، إن النيابة أمرت بإخلاء سبيل الأب وعم الطفلة، وطلبت كذلك تشريح جثة مني، لمعرفة حقيقة تعرضها للقتل من عدمه، كما طلبت تحريات المباحث حول الواقعة لبيان إذا ما كان الأب متورطًا في قتل ابنته، وطلبت النيابة أيضا تشكيل لجنة من الآثار لفحص المنزل وبيان وجود حفر للتنقيب عن الآثار من عدمه، ويضيف “ما زالت التحقيقات جارية.. وفي انتظار ظهور الحقيقة”.

“علي الرغم من أن تقرير مفتش الصحة أفاد بأن الوفاة طبيعية، إلا أن التحقيقات في مجملها تشير إلي وجود جزء غامض حول الحادث”، يواصل حنفي حديثه حول الواقعة، ويضيف أن مناظرة عبد المعز ربيع وكيل النيابة للجثة كشفت عن وجود آثار الخنق، كما أن هناك تضارب في أقوال الأب والجدة حول تفاصيل الوفاة وروايات الشهود المختلفة، وما زالت النيابة تحقق في اتهام الأم لوالد الطفلة وعمها بقتلها ولجدتها بالتستر عليهما.

وأضاف محمد حنفي المحامي أن “ميادة” شقيقة المجني عليها شهدت في التحقيقات أن والدها وعمها دائما كانوا يعتدون بالضرب والتعذيب على مني المتوفاة، فيما قال الأب في التحقيقات إنه رأي ابنته في الساعة الثامنة وأعدت له كوبًا من الشاي، وتوجهت لتنام.. أما جدتها فأكدت أنها حاولت إيقاظها في تمام الثامنة والنصف فوجدتها جثة هامدة، وأشارت إلي أنها لا تعاني من أي مشكلات نفسية، كما أنها متدينة ومهذبة حسنة السلوك والخلق.

وبعيدًا عن تحقيقات النيابة يقول حنفي: “إحدي صديقات مني وتدعي ابتسام، أكدت أنها رأتها قرابة الساعة الثامنة في الشارع وتحمل في يدها “ساندويتش” وأخبرتها بأنها تأكل شيئًا بسيطًا حتي وقت السحور لأنها ستصومفي اليوم التالي”.. ويتابع المحامي “كل ذلك التضارب حول ما كانت تفعله مني في الساعة الثامنة هو ما يثير الشك في الحادث برمته.. فطبقا للأب أعدت له شايا، وطبقا للجدة نائمة، وطبقا لصديقة المجني عليها كانت في الشارع”.

ويأمل حنفي في نهاية حديثه أن تصل التحقيقات إلي حقيقة ما حدث، وأن تحدد المسئول الرئيسي عن وفاة طفلة بريئة لا ذنب لها.. يضيف: “الجيران يقولون كلامًا كتيرًا حول الوفاة.. وإن البنت تم تقديمها كقربان لحارس مقبرة فرعونية، بناءً علي كلام الدجالين والمشعوذين.. كل أمنيتنا نعرف الحقيقة”

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى