مقالات واراء

الدكتور تامر ابوعميره..يكتب..العلم والعقل والطاعة

العلم والعقل والطاعة

عندما عرفنا الله تعالى بالعقل الذي أيده النقل
أوصلنا العقل الى أن الله هو الخالق المبدع الذي ليس كمثله شيء
وتأكدنا ووثقنا وأمنا انه هو سبحانه الذي خلق العلم
وعرفنا ان البشر لا يصلون في العلم الا الى مجرد محاولات لإكتشاف قواعد العلم الذي خلقه الله
وأحيانا ينجح البشر في ذلك ويصلون الى بعض المعارف العلمية واحيانا اكثر يفشلون ويضعون قواعد علمية لا أساس لها من الصحة ثم يبنون عليها معتقداتهم وأفكارهم
وما بني على أساس خاطئ فلابد من سقوطه
فتسقط نظريات وتقوم أخرى مكانها
وذلك لأن العلم البشري كله يدور في إطار محاولات لفهم بعض النقاط في بحور العلم الإلهي
ولذلك فإن العلم البشري يسمى (نظريات علمية) وذلك لأنه قائم على مجرد ملاحظات ووجهات نظر قد تصح وقد تخطئ
ولكننا بالتفكر والتعقل والمعرفة توصلنا الى حقيقة واحده لا خلاف عليها ولا يمكن ان نطلق عليها لفظ نظرية ولكننا نشهد بها ونوقن ونؤمن بها الا وهي حقيقة انه لا إله الا الله وحده لا شريك له
وبوصولنا الى تلك الحقيقة الراسخة تعلمنا ان ما يشرعه لنا خالقنا هو الافضل لنا مطلقا بلا جدال
فهو سبحانه الصانع والمبدع الذي اتقن صنعته التي هي نحن
ومن افضل من الصانع يستطيع وضع القواعد التي تتعامل بها صنعته؟
فلذلك فإن إيماننا بتلك الحقيقة الراسخة يوصلنا الى الايمان المطلق بكل تعاليم الله تعالى
فلو كانت التعاليم يقينا من عند الله فيقينا هي الاصح والافضل
ووصولنا الى هذه الدرجة من الايمان لا يجعلنا كمن ينفذ ما يؤمر به بشكل أصم ويطيع الاوامر طاعة عمياء
لا ابدا فإن طاعتنا لله طاعة مطلقة ولكنها طاعة عن علم كبير ويقين حقيقي وليست طاعة عمياء
وحتى ما لم نفهم حكمته فيه من أوامر او نواهي فنحن ننفذها لثقتنا ان ذلك الإله الاعظم الذي خلقنا وخلق لنا كل ما حولنا وسخره لنا لا يشرع شيء بلا علم ولكن علومه الذي ارسها بنفسه قد يصل علمنا لفهم بعضها وتحليله وقد يكون بعضها الاخر اكبر من افهامنا المحدودة
فلذلك نطيع بلا نقاش
طاعة ليست عمياء ولكنها طاعة عن يقين تام وعلم حقيقي
#تامرأبوعميرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى