التعليم

إسرائيل – حماس – قطر – تركيا – والمخطط الجديد

كتب .. د.عباس

————————————–

خرج علينا المدعو “خالد مشعل” مهللاً ومهنئاً أتباعه بتنازله عن منصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، واختيار مجلس شورى الحركة للمدعو “إسماعيل هنية” كرئيس جديد للمكتب السياسي لتلك الحركة. وقبلها بأيام يعلن للعالم أجمع، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها “ترامب” عن انفصال حركة حماس عن التبعية للتنظيم الدولي للإخوان. وفي نفس الوقت يحاول النظام الحاكم القطري – الراعي الرسمي السياسي والمادي لحركة حماس – من خلال وسائله الإعلامية ومؤتمراته وزياراته إظهار حركة حماس ككيان سياسي كأي كيان سياسي لا أكثر، وأن هذا الكيان بعيد كل البعد عن أي عمل إرهابي قريب أو بعيد. بل أنه البديل الأمثل لتحقيق الاستقرار الأمني والاجتماعي للكيان – كما يصفه – الإسرائيلي ولكن ما الهدف من هذه التغييرات والتصريحات في هذا الوقت الراهن؟ خالد مشعل لم يتنازل عن رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس اعتباطاً أو كمحاولة لتحقيق التوافق مع مصر والجيران كما ادعى من قبل، أو لإثبات فكرة الديمقراطية التي أعلن مهللاً عن توافرها في انتخابات واختيارات الحركة. إن قادة حماس هم نفس القادة منذ أكثر من عقدين، ولم نسمع عن انتخابات أُجريت، أو صناديق انتخابات تم رصد أوراق التصويت التي احتوتها بالفعل أو بالتزوير. كما أن الرئيس الجديد للمكتب السياسي لحماس هو “إسماعيل هنية”، الشريك بالمناصفة لمشعل في قيادة الحركة وفي خيراتها الواردة يومياً من الدول العربية، بل وشريكة في قصور قطر وفي الاستثمارات بالمليارات التي يعلم الجميع من أين تأتي ؟وكيف تأتي؟ وكيف تدخل حساباتهم؟ لقد فاجأنا الرجل بقرارات منظمة حماس عبر تسجيلات تم بثها من قطر – الدويلة التي يعيش في أحد قصورها -. إن “خالد مشعل” يسعى من خلال مخطط ترعاه إسرائيل وقطر وتركيا لتوسيع دائرة نفوذ المنظمة، لتمتد إلى سائر الدولة الفلسطينية، من خلال فرض نفسه رئيساً لدولة فلسطين. ومن ثم تنتقل إسرائيل في تعاملها مع الفلسطينيين – وعلى رأسهم سكان الضفة – من مرحلة الانقسام الفلسطيني، التي بدأتها بخلق حركة حماس كنِد لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى مرحلة التفتيت والخضوع التام، من خلال تسليم السلطة الفلسطينية لقادة حركة حماس. إن علاقة تركيا بالفلسطينيين تقتصر على علاقتها بحركة حماس من خلال قادتها. وبالتالي فإن الحاكم بأمره التركي يسعى ويرعى استئثار الحركة بالحكم الحكم الفلسطيني، ومن ثم تضييق الخناق على عدوه الأول في المنطقة – الذي يقف حجر عثرة أمام حلمة في التوسع السلطوي على الدول العربية – ، وهو الرئيس المصري وجيش مصر. حكام قطر حلفاء استراتيجيين في الخفاء والعلن لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. وهي اللسان الناطق عبر إعلامها وتصريحات حكامها ، ذلك اللسان الذي يلوِّن الكلمات والصور لتوجيه قِبلة الرأي العام السياسية لصالح إسرائيل. كما أن نجاح قادة حماس في السيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية وحكم فلسطين يعني توطين فلسطين لكل الفارين من تنظيم الإخوان، والضغط على مصر من ناحية الشرق نيابة عن قطر وتركيا وإسرائيل. لا تندهشوا إن سمعتم عن وفاة أو مقتل مسئول كبير في منظمة التحرير الفلسطينية، فربما يحاول أهل الشر استعجال تحقيق مخططهم. أو ربما نسمع قريباً عن إبادة إسرائيل لمئات الفلسطينيين في غزة والضفة، بتدبير مُسبق – كالعادة – مع قادة حماس. ثم تتفرغ قناة الجزيرة والقنوات الموالية الأخرى لصب اللوم على رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ” محمود عباس أبو مازن” لعجزه عن تحقيق الأمن للفلسطينيين. وأن الوقت قد حان ليحل البديل مكانه. وقد فعلوها من قبل عندما أجبروه على الهروب للخليج بعد تعرضه للاغتيال والتهديد بالقتل، ولولا تدخل مصر لما عاد لفلسطين مرة أخرى. وهناك سيناريوهات أخرى أترك الأيام لتكشفها لكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى